وَكَأَنَّمَا بَينَ الضُّلُوعِ قِرَاهُ
وكأنَّما بَينَ الضُّلُوعِ قِرَاهُ
--------------
عبدالفتاح الصيري
--------------
أوَّاهُ مِـــــنْ جَـــمْــر الأسَـــــى أوَّاهُ
تَـعْـسَـاً لِـنَـافِـخِهِ الّـــذي اسـتَـذْكَاهُ
يَستَوقِدُ النِّيرَانَ، يُضْرِمُ فِي الحَشَا
وكــأنَّـمـا بَــيــنَ الــضُّـلُـوعِ قِــــرَاهُ
إنْ كَــانَ حَـسـبُكِ بــالأَذَى مِـيقَادَهُ
يــا نَـارُ فِـي مُـهَجِي فَـحَسْبِي اللهُ
أَشْــتـاقُ لِــلأمْـسِ الـبَـعـيدِ كـأنَّـمَـا
هُــوَ لِـي حِـمَىً وأنـا الـغَريبُ بِـلَاهُ
الـلـيـلُ أقــبـلَ لا أرَى فِــي وَجْـهِـهِ
أثَـــرَ الـوَقَـارِ، فَـكَـيفَ لا أخْـشَـاهُ؟
والـصـبحُ شَـيـخٌ طـاعِنٌ فِـي سِـنِّهِ
قـد بِـيعَ فـي زَمَـنِ الـمَشيبِ صِبَاهُ
حتَّامَ هذا العيشُ في كَنَفِ الدُّجَى
وحَـيَاتُنا فِـي الـبُؤسِ بَـعضُ حِمَاهُ
يَـا لـيتَ شِعري هَل يُغادِرُنا الأسَى
والأُنــسُ تُـشـرِقُ شََـمسُهُ وضُـحَاهُ
نُـمـسِي عَـلى الـذِكرَى تَـلُوحُ وكُـلنَا
قَــلــبُ يــتـوقُ وخَــاطِـرٌ وشِــفَـاهُ