الحقُّ مُرٌّ وأعلامُ الهُدى غُرَبا
الحقُّ مُرٌّ وأعلام الهدى غُربا
--------------
عبدالفتاح الصيري
--------------
لا تـأْسَـيَنَّ عـلـى الـمـاضِي الّـذي ذَهَـبا
إنَّ الـبُـكاءَ عـلى مـا فـاتَ مَـحضُ غَـبَا
وانـظرْ إلـى الأفْـقِ تَـلقَ الفَجْرَ مُبتَسِمَاً
والـليلُ فـي قَـبْضَةِ الإصـباحِ صارَ هَبَا
كــأنَّـمـا الــصُّـبـحُ إذْ مـــا لاحَ دَاعِــيـةٌ
يَدعُو إلى الخَيرِ في جَمْعٍ مِنَ الخُطَبَا
إيـــــاكَ والـــهــمَّ إنَّ الـــهــمَّ مَــذهَـبـةٌ
لِـلأُنْـسِ فـاهْـجُرْهُ إِنْ مَــا زَارَ واقْـتَـرَبَا
مَـــنْ ذَا تَـــدومُ لَـــهُ بـالأنـسِ فَـرْحَـتُهُ
أو ذَاكَ ، مَـنْ ذَا الَّـذي مَـا اغـتَمَّ أو تَـعِبَا
الـصَّبرُ مِـفتَاحُ بـابِ الـيُسْرِ فَـاصْطَبِرَنْ
إيَّـاكَ والـسُّخْطَ كُنْ مَا عِشْتَ مُحْتَسِبَا
كــم غُـمَّ بـالأمس أقـوامٌ وكـم تَـعِسُوا
والـيومَ مِـنْ بَـعدِ مَـا اغْـتُمُّوا فَواعَجَبَا
صُـارُوا هُمُ الأُنسُ بَينَ النَّاسِ طَلعَتُهُمْ
تَـروي الـنَّعيمَ الّـذي هُـمْ فِـيهِ والـطَّرَبَا
مـــا هـــذه الـــدارُ الَّا سَـــاحُ مُـعـتَـرَكٍ
لـلـكـرِّ و الــفَـرِّ والـحُسنَى لِــمَـنْ غَـلـبَـا
الـخَـيرُ والـشَّـرُّ فــي حَـربٍ ومَـا اتَّـفَقَا
يَـومَـاً كَــمَا الـمَـاءِ لا يَـسْـتوعبُ الـلَّهبَا
فـكُنْ يَـدَ الـخَيرِ والـسَّيفَ الَّذي وَثَبَتْ
بِـهِ عَـلى الـشَّرِ فـي المَيدَانِ مَا احْتَربَا
مــا نــَال فـي لَيْلَةٍ شَـيئاً أخُـو طـَمَعٍ
وسُّــــرَّ مــــن أجْــلِـهِ الَّا الــغَـدَاةَ نَــبَـا
لا غَـروَ إنْ فـرَّ مِـنكَ البَعضُ واحتجَبُوا
فـالـحـقُّ مُـــرٌّ وأعْـــلامُ الــهُـدَى غُـرَبـَا
وسُـنـةُ اللهِ أنَّ الـخَـيـرَ فـــي مِــحَـنٍ
أهْـلـيـهِ والــشَّـرُّ لا يَعلو وإنْ وثَــبَـا