أينَ الحَياةُ جَمَالُها؟
أينَ الحياةُ جَمَالُها ؟ _كاملة
--------------
عبدالفتاح الصيري
--------------
الــفـجـرُ يُــوصَــدُ بــابُـه، والـلـيـلُ يَـفـتَـحُ ألـــفَ بـــابْ
والأُنــــسُ يَـقـتُـلهُ الأَسَـــى والأمـــنُ يَــغـزُوهُ الــرُّهَـابْ
والـقَـتْـلُ يـشـحَـذُ نَــابَـهُ يَــعـوي كَــمـا تَــعـوي الـذِئـابْ
يَـشـتَـمُّ رَائــحـةَ الـــوَرَى فَـيـسـيلُ مِـــنْ فَـمـهِ الـلّـعَابْ
والــحُـسـنُ غَــــادرَ أهْــلَــهُ والـشَّـهْـدُ يَـجـنـيهِ الــذبـابْ
والــبُــومُ تَــصــدَحُ كـالـحَـمـائِمِ والـحَـمَـائِـمُ كــالـغُـرَابْ
والــحــقُّ بَــاطِــلُ والــبَـواطِـلُ كـالـحَـقِيقَةِ والــصّـوابْ
والــيـومُ يــدعـو الأمــسِ أنْ عُــودِي إلــيَّ ولا يُـجَـابْ
ومَــكــارِمُ الاخْـــلاقِ تـنـهـشُ فـــي مَـحـاسِـنها كـــلابْ
والـسـيفُ أمْـسَـى كَـالـعَصَا فِــي غِـمْـدِهِ ، أنَّــى يُـهـابْ؟
والــفـارسُ الـمـغـوارُ فِـــي سِــجْـنٍ يَـئِـنُ مِــنَ الـعـذابْ
لا الــقــومُ هَــبُّــوا مـنـقـذيـنَ لَــــهُ ولا الــجــلادُ تَــــابْ
وفَــتَـى الـعُـرُوبـةِ قــائِـلاً:" نَـفـسِـي" إذا لامَ الـصِّـحَابْ
يُــدْعَــى فَــيَـركُـضُ هَــارِبَـا، وكَـأنَّـمـا يَـــومُ الـحِـسَـابْ
أيــنَ الــولاةُ ؟ تَـبَـعثروا ، كَـالنُّوقِ تَـرعَى فِـي الـشِّعابْ
طَــمَـسُـوا بِــقُـبـحِ فِـعـالِـهـمْ ألــــقَ الـفُـتُـوَّةِ والـشَّـبـابْ
والــبَــرُّ ضَــــاقَ بِـبِـعـضِـهِ والــبَـحـرُ أرْهَــقَــهُ الــعُـبَـابْ
والـــجَــوُّ تَــغـزُونَـا جَـحَـافِـلُـهُ (الـتُّـوَيـتَـرُ والــسِّـنـابْ)
مـــاذا تَـبَـقَّـى لِـلـكِـرامِ لَـــدى الـلِّـئـامِ سِـــوى الـعِـتَـابْ
والخَوضِ في عِرضِ المُرُوءَةِ فِي الحُضُورِ وفِي الغِيَابْ
ل(سَــعـيـدِ)فـي أمـــوالــهِ جُـــــودٌ كــهـاطـلـةٍ( بــــآبْ)
وبَــنُــوهُ يَـقـتَـاتُـونَ مِـــنْ : (لــلـه يـــا اهْـــلَ الــثَّـوابْ)
(كَـحُـذيفةَ) الـبَـنَّاءِ، يَـبْـنِي الـدُّورَ، يَـسكُنُ فِـي الـخَرَابْ
مَــــا هــمَّــهُ سَــكٌــنٌ ولا قــــوتٌ الــعِـيـالِ ولا شَــــرَابْ
يَـكـفِـيهِ فَــخْـرَاً فِـــي الـخَـلائـقِ أنَّـــهُ نَـطَـحَ الـسَّـحَابْ
فَـيَـعيشُ فِــي وَهْــمِ الـبُـطُولَةِ راكِـضَـاً خَـلـفَ الـسَّرَابْ
والــعَــدلُ مَــغْـلُـولٌ وسَــيْـفُ الـظُّـلـمِ يَـجـتَـزُّ الــرِّقـاب
والـصَّـمـتُ لاذَ بِـــهِ الــكَـلامُ، يَـخَـافُ عَـاقِـبَةَ الـخِـطَابْ
أيَــجِــدُّ فــــي أعْـمـالِـهِ الـسَّـاعِـي ولا يَــجِـدُ الــثَّـوابْ؟
ويُـقـالُ لـلـمُخطِي :أصَـبْـتَ، ولِـلـمُصِيبِ: خُـذِ الـعِقَابْ؟
أيْـــنَ الـحَـيـاةُ جَـمَـالُـها ؟ فِـــي حُــفـرَةٍ بَـيـنَ الـتُّـرابْ
يُــتــلَـى عَـلـيـهَـا مِــــنْ كَــــلامِ اللهِ فــاتـحـةُ الــكِـتَـابْ