القائمة الرئيسية

الصفحات

غُربَةُ الفَجرِ

 


غُرْبَةُ الفَجْرِ

--------------

عبدالفتاح أحمد قايد الصيري

--------------

ألَا لَـيتَ شِـعرِي هَـلْ يَـعُودُ لَهَا الفَجْرُ

بِــلَادٌ طَـوَاهَـا الـليلُ والـهَولُ والـذُّعْرُ


بِـــلَادٌ تَـــرَدَّتْ مِـــنْ عُــلاهَـا وأهْـلُـهَا

يَـتَامَى حَـنِينٍ واشْـتِياقٍ، ومـا سُـرُّوا


فَـمَـا عَــادَ فـيـها مــن ريـاضٍ تَـحُفُّها

ومَـا عَـادَ إلّا الـصَّحْرُ والجَدْبُ والحَرُّ


إذَا غَــازَلـتْ شَــمـسٌ رُبَـاهَـا تَـمَـنّعَتْ

غَــزَاهَـا ظَـــلَامٌ خَـلْـفَ رَونَـقِـهِ وَكْــرُ


تَـرَاهَـا عَـلـى الأطْـلَالِ تُـرْثِي رِثَـاءَهَا

وتَـشْكُو إلـى الأَزْمَـانِ مَـا فَعَلَ العَصْرُ


تَــئِـنُّ ولَا تَـلْـقَـى لِـتَـضـمِيدِ جُـرحِـهَـا

طَـبِـيبَاً يُـوَاسِـيهَا وقَــد مَـسّـها الـضُّرُّ


لَقَد مَاتَ حَتَّى الضَّوء فِيها، فَمَا الَّذي

تَـبَـقّى لَـنَـا فِـيـهَا، وقَــدْ ذَهَـبَ الـعُمْرُ


نَــمُـوتُ لِــكَـي تَـحـيا حِـمَـانَا كَـرِيـمَةً

أمَا لِلفَتَى فِي الذَّودِ عَنْ أرْضِهِ فَخْرُ؟


بَـنَيْتُ لَـهَا عَـرْشَاً عـلى الأفْـقِ تَـعتَلِي

عُــلَاهُ، فَـفِـي قَـلْـبي الـكَبيرِ لَـهَا قَـدْرُ


وقُـلْـتُ لَـهَـا: صَـبْـراً لَـعَـلّكِ فِــي غَــدٍ

عَــلَـى مَــوعِـدٍ زَاهٍ ،بِـشَـارَاتُـهُ خُـضْـرُ


فَـلَـيسَ عَـلَـى الـدُّنـيا سَـلامٌ وَرَحـمَةٌ

إذَا لَـــمْ يَــكُـنْ لِـلـمُتْعَبِينَ بِـهَـا صَـبْـرُ


أَنَـــا شَــاعِـرٌ بَـــاكٍ تَـنَـامَتْ جُـرُوحُـهُ

غَـرِيبٌ كَـسِيرٌ شَـاخَ فِـي قـلْبِهِ الـقَهْرُ


يَــنَـامُ ويَـصْـحُـو والـجِـرَاحَاتُ كُـلُّـهَا

تُـقَـلِّـبُهُ فِـــي كَـفِّـهَا ، والأسَــى جَـمْـرُ


إذا أَرسَـــلَ الـلـيـلُ الـبَـهِيمُ جـيـوشَهُ

أُقَـارِعُـهَا شِـعـراً، وقَــدْ يَـنـفَعُ الـشّـعرُ


تَـرانِي شَـريداً فِـي فَـضَاءَاتِ حَـاضِرٍ

وفــي داخِـلي كَـونٌ يـتُوهُ بِـهِ الـدَّهرُ


تُـشِـيرُ أكــفُّ الـوَقْـتِ نَـحْـوي بِـفِكرةٍ

فَـتَسقُطُ فـي الـمَعنَى أصَابِعُها العَشرُ


سَأمْضِي عَلَى دَربٍ الشُّموخِ يَقُودُنِي

إلــى قِـمَّـةِ الـعَـلْياءِ والـشَّرَفِ الـنَّصْرُ


أذودُ عَـنِ الإصْـباحِ فِي أوجِهِ الدُّجَى

ولِــلـهِ فـــي مــا نَـبـتَغي كُـلِّهِ الأمْــرُ

تعليقات