مَصْيدَةُ طوّاف
مَصْيَدَة طَوّاف
يَطُوفُ بِمعشَرِ الجَوْعَى
ويُحصِي أهْلَهُم جَمعَا
ويَغشَى كُلَّ حاضِرةٍ
ليأخُذَ خيرَها طَوعَا
(حميدٌ) أمُّهُ صُرِعَت
وكَانَ أبُوهُ في المَرعَى
ولَيسَ لَهُ مِنَ الدُّنيا
سِوى عَجْفائهِ القَرْعَا
وتِلكَ عَجُوزُ (وَائٍلةٍ)
تَكادُ مِنَ الأسَى تُنعَى
تُكفكِفُ دمْعَها يَومَاً
وتَبْكِي تَارةً سَبْعا
وكَانتْ قَبلَ فَاقتِها
وقَبلَ مُصَابِها شَبْعَى
وكَانَ لَهَا مَوَاشِيهَا
أدَرُّ من السَّمَا ضَرْعَا
فطافَ بِذاتِ دَاجِيَةٍ
عَليهَا طَائفٌ ضَبْعَا
وذاكَ (أبُو مُسَالِمةٍ)
أقَلُّ أُناسِهِ نَبْعَا
وكَانَ بِذاتِ وافِرةٍ
فاصْبحَ طَاوِيَ الأَمْعَا
يعولُ بناتِهِ شَيخاً
فَكيفَ يجٍدُّ أو يسعَى؟
أنتركُ كلَّ ذي همّ؟
فليس بجائزٍ شرعا
ألَا هِبُّوا بَني قَومِي
وصَحْبِي والوَرَى جَمْعَا
لِنُطْعِمَ كُلَّ مِسكينٍ
ونرفَعَ شأنَهُ رَفْعَا
(سَعيدٌ) أنتَ في سَعةٍ
وأكْثَرُ قَومِنَا نَفْعَا
عليكَ بنِصْفِ مليونٍ
نُجفِّفْ يا أخي الدّمْعَا
و(أسْعدُ ) جُدْ بما تَقوَى
عليه، وقلْ لنا سَمْعَا
سَنَحْلِقُ كُلَّ نَاصِيةٍ
ونُهْدِي شَعْرَهَا الصُّلعَا
فيأخذُ كلَّ ما اقْتَرَفَتْ
يَدَاهُ بِذلك المَسْعَى
ويُبقِيها بِحَوْزَتهِ
ويُعطِي الجَائعَ الرُّبْعا
عبدالفتاح الصيري
3/7/2023