(فَقِيهُ القَرْيَةِاحْمَادِي)
(فَقِيهُ القَرْيَةِ احْمَادِي)
قديماً قِيلَ في مَثَلٍ
(فَقِيهُ القَرْيَةِاحْمَادِي)
(وباذلُ مَالِهِ لِبَنِي
مَعاشِرهِ بِلا زَادِ)
(زَبِيبةُ) أُمُّهُ سِلْماً
وحَرْباً فَابْنُ شَدّادِ
ل (مَهْدِيْ) في مَسِيرَتِهِ
حِكَايةُ رائحٍ غَادِ
يَكَادُ البُؤسُ يَخنقُهُ
يُكبِّلُهُ بِأصْفادِ
لسانُ الحالِ يَسألُهُ:
أَتَيْتَ هُنا لإسْعادي
فَيرفَعُ شاخصاً بَصراً:
ألَا يا ربّ، أولادي
سَعيتُ لَأجلِهمْ زمناً
أجوبُ السّهلَ والوادي
لأَرسِمَ في مُحيَّاهمْ
سُروراً يَقهرُ العادِي
فَما لاقيتُ مِنْ فَرَحٍ
ولا أبصَرتُ أعيادي
أَجودُ بِِبعضِ ما عندي
فتُشعلُ نارُ حُسَّادي
أنا سعيٌ بِلا أجْرٍ
بِلاَ تقديرِ أسيادِ
أنَا السّاقِي الورى نوراً
فما أبقَيتُ مِن صادِ
لماذا كلُّ هذا الصدّ
والنُّكرانِ للضّادِ
وللفجِرِ الذي أهْدَى
سَنَاهُ الحاضرَ البادِي
أتيتُ لِأملأََ الدُّنيا
هُدىً، أمضي لأَمجادِ
فصارَ اليأسُ يَهزمُني
وباتَ القهرُ جَلَّادِي
(نَذيرُ) التاجِرُ اسْتدعَى
(بَشيرَ) النّاصحَ الهادي
كَفَى دَينَاً، مُمَاطلةً
فَليسَ الأَمرُ بالعَادي
تَجَردْ مِن دِيونٍ.قُمْ
فَلسْتَ بِخيرِ سَدَّادِ
أُريدُ حسابَ أشيائِي
أُلُوفاً يا ابنَ (حَمَّادِ)
تَسوقُ وعُودَك العَرجاءَ
..لا تُوفِي بِميعادِ
فردَّ عليهِ في خَجلٍ
وأخْفَى ذُلّهُ البَادي
أنَا ربَّيتُ أَجْيالًا
صُروحُ العِلمِ أوتَادي
ألسْتَ النَّاهلَ الواعِي
دُروسِي مُنذ آمادِ
سَقيتُكَ مِن يَدي عِلْماً
فَرِفقاً بِي وأَندادِي
لعلَّ الله يَمنحُنا
ويكرمنا بإمدادِ
وأقضي ما عليّ فَقد
سَقاني المُرَّ أضدادي
ولكن الفتَى أَرغَى
وأزبَد بينَ أفرادِ
أنَا مَالِي وللشَّكوَى
وأَمْرِ العِيسِ والحَادِي
فأنت بِدَينِكَ الأعمى
كَمَنْ يَسعى لإفْسَادي
فأرسَل للسّماءِ يَداً
يُناجِي اللهَ .أولادي
وأَيقنَ مُدرِكاً مَعنَى
(فَقيهُ القَرْيةِ احْمَادِي)
عبد الفتاح الصيري
29/6/2023