القائمة الرئيسية

الصفحات

الليلُ خَلْفَ ستارهِ مستأنساً






ضَّمّّ الهوى صَدرَ المُتيمِ واجْتَبى
فَسَرى إلى شَتَّى جَوارحِه النَّبا

أَرخَى لها طَرفَ العِنانِ إذا بِها
تَعدُو بِه بين الضَّلال إذا كَبا

يهوى ذواتِ الحُسنِ مُنيةُ نفسهِ
صَيدُ الحسَانِ الفاتناتِ تعقُّبا

فتراهُ يُرسلُ باللِّحاظِ جَوارحاً
ترتادُ مَرعى السَّائباتِ من الظِّبا

ويكرُّ خَلفَ حِسانها في لهفةٍ
معه كلابُ الحَيِّ تَقتَحمُ الخِبَا

دَفنَ المُروءةَ في مَغارةِ غَيِّهِ
وإذا دَعاهُ إلى الصَّوابِ أخٌ أبى

تمضي لحاجتها العفيفة ضحوةً
فترى به ذئباً يطاردُ أرنبا

والناسُ تنظر من بعيد لا ترى
فيهم رشيداً قال قولاً طيِّبا

أهدوه أصدافَ الكلام قلائداً
فمضى لنَصبِ شِراكِهِ متحسبا

الأرضُ صَارت مِن غُبارٍ غيرةً
ممَّا جَرى والأفْقُ صار مُقطِّبا

غَضِبت وما غَضبَ اللئامُ وإنّها
لَهيَ الغضوبُ وكيف ألاَّ تغضبا

بكت السماء على ذهاب مكارمٍ
حتّى رأينا السيلَ يزحفُ في الرُّبى

ذهبت الى مالا رجوعٍ غادرت
أهلَ الخَنا والمُنكراتِ أباً أبا

والليلُ خلف سِتارهِ مستأنساً
بهوامهِ والصبحُ ولّى هَاربا

هَجرَ المضاربَ تاركاً أطلالَهُ
نبكي عليها ..كيف أضحى غائبا؟

فكأننا من غيرهِ في عُزلةٍ
غرباءُ لا نلقى هنالك صاحبا

بالأمس كان الليل مغلوباً على
إدبارِه واليومَ عَادَ لِيَغلِبا

سكنت إليه الضّاريات وشُيّدتْ
أوكارُها..مُلئَ المكانُ عقاربا

والفجر يركضُ في الصّحاري باحثا
عن نفسهِ.. عن بعض أيام الصِّبا

يا ربِّ أرجعنا الى عهدٍ مضى
 عهد الفتوحات العظيمة والإبا


   عبدالفتاح الصيري

تعليقات

4 تعليقات
إرسال تعليق
  1. في الوقت الذي تتماها فيه أحزاننا و إحباطاتنا نحو واقع
    أقل ما يُقال فيه أنّه "ضبابي"
    يأتي قبسٌ من نور يصنعه أحدهم هناك بعيداً عند مشرق الشمس .
    ومن عينٍ حمئةٍ خلف جدران أقوام آخر الزمان يضيء القمر في رابعة النهار عبر مدونته الرائعة التي تحوي جواهر ولآلئ فصيحة وإبداع شعري افتقدناه في هذا الزمان. تحية لك أستاذ عبدالفتاح الصيري

    ردحذف
  2. رقة في الألفاظ وبراعة في التصوير سلمت أناملك ايها الشاعر

    ردحذف
  3. أبدعت في الوصف.قصيدة جميلة جدا

    ردحذف
  4. قصيدٌ آسِرٌ: مبنًى ومعانيَ ولآلئَ مُفردات، نُسِجتْ قلائدَ للفضيلة .. كما نَسَجت سِياجًا عَسْجَديًّا حولَها... سلِم الفِكرُ الداعي إلى المكارم .. وسلِمتِ الأناملُ شاعرَنا المُبدع.... الشاعرة ثريا نبوي

    ردحذف

إرسال تعليق

هل أعجبك الموضوع؟أضف تعليقا