-->

حنينٌ وفراق




 أيُّها الحُبُّ الَّذِي قَدْ كَانَ لِي

بَهْجَةَ الرُّوحِ وَشَهْدَ المَنطِقِ

كَيفَ أشْقَى فِي حَياتِي والمَدَى
صَدرُهُ صَدْرِي ونَبْضُ الخَافِقِ

كيفَ لِي أَنسَى ومِن حَولِي لَظَى
نارِ وجدٍ شابَ منها مِفرَقي

لا تَسَلنِي كَيفَ غَادرتُ الحِمَى
مِنْ عَلى غُصنِ الحياةِ المُورقِ

إنّني ياحبُّ غيثٌ قد هَمَى
في حَنايا مُهجةٍ لم تُورقِ

ليس لي في الحب من حظٍّ ولا
في حياتِي للهوى من أطرُقِ

غيرَ ما جربتُ من أطيافِهِ
حين لُقياها_ ولمّا نلتقِ

فانْثَنتْ تَرمي فؤادي بالنَّوى
عُنوةً تَهوي به في خندقِ

كلما لاقيتُها في موعدٍ
والجَوَى يغتالني لم تُشفقِ

كلما صُبحي أتاها مشرقاً
لا تُلاقِيني بصبحٍ مشرقِ

ليس في الأصقاع مثلي مفعمٌ
بالأسَى منها بأرض المشرقِ

يا حروفَ العشقِ غوري في فمي
يا شُموسَ الحُبِّ لا لا تُشرقي

غادري فوراً سمائي واسقُطي
في بحارٍ من دموعٍ واغرقي

إنما الحب الذي لم نُعطِهِ
سلّمًا من بعضنا لا يرتقي

فاجعلوا الحبّ المصفّى موردا
وانهلوا من نبعه العذبِ النقي