-->

دعيني أستريحُ إلى ضفافي

 


دَعِيني أسْتريحُ إلى ضِفافي
وأَخلو بالحِسانِ مِنَ  القَوافِي

وأجعلُ من هُمومِ النَّفسِ طيراً
يغرِّدْ للحياةِ على الشِّعافِ

أُمتِّعُ ناظِري وأصُدُّ عنِّي
أَسىً يغتالني- أَجِدُ التَّعافي

وإنِّي بالصَّباحِ وقد تبَدَّى
كَمُنطلقِ الحَجيجِ إلى الطَّوافِ

أُعانقُ كلَّ آمَالِي وأَنسَى
هُمومِي كُلَّها رَغم الخِلافِ

تَرَكتُ الحُبَّ خَلفي دُون خِلٍّ
يَئنُّ مِنَ الأسَى. مَا من لحافِ

أَهيمُ معَ النَّسيمِ بكلِّ وادٍ
وشِعبٍ في البِطاحِ وفي الفَيافِي

ُأحبُّكِ غيرَ أنَّك فِي صُدودٍ
وقَلبُكِ ماتَ من أثَرِ الجَفافِ

وإنَّ مَشاعِرى مَلْأى وقلبي
أرَقُّ وقلبُ مَن أهْواهُ جافِ

فكيْفَ أُحِبُّ مَنْ لَا فِيهِ عَطفٌ
ولا رِفقٌ ولا حُبٌ إضافي

دعِينِي أهْجُر المَاضي وأمضِي
إلى حيثُ الغرامُ العذبُ كافِ

وأشربُ من مَعينِ الحُبِّ كأساً
أُعدَّت لي وطَابتْ لارْتِشافي

وأُطفئُ جَمْرةً فِي الصَّدرِ يَغلي
بها قلبِي على ظهرِ الأثافِي(١)

دعيني فالحياةُ بلا سرورٍ
جحيمٌ لا يُطاقُ مع الكفافِ

تخافين العيونَ تُصيبُ يوماً
فُؤادي بالهوى والإخْتِطافِ

وأنتِ رَمَيتِه بِالهمّ حتَّى
قَتلتِ بِه الغرامَ ولمْ تَخافِي

فكُونِي زهرةَ الوادِي شَذَاها
يَطيرُ بِهِ النَّسيمُ عَلى الضِّفافِ

هُنالكَ نَرتوِي عِشقاً وإلَّا
فإنِّي قدْ خَرجتُ مِن الغِلافِ




الأثافي: هي الحجارة التي توضع تحت القدر المعد لطهي الطعام