صديقُ الذِّئاب
أَتَى الحُبُّ يَسألُني تارةً
وأُخرى يُعاتِبني باكتئابْ
َألِيْ فِي كَيانكَ غُصنٌ وهلْ
تَتُوقُ إلى الوصلِ بعد الغيابْ
أَجَبْتُ بصوتٍ بَراهُ الأَسَى
هَلِ الحُبُّ يُنصفُني بالثوابْ
فَمِنْ أينَ للقلبِ بعضُ الهَوى
وآمالُهُ أصبحت في سرابْ
وتلكَ الحمائمُ قد غادرتْ
حِماهُ وطَافَ عليها الغُرابْ
ولم احتسِ غيرَ طعمِ النَّوى
بآنية من أكفِّ العذابْ
لقد كنت بالصدق أرنُو إلى
حبيبٍ صدوقٍ بلا اضطرابْ
وما كْنتُ أدري بأنَّ الذي
تَبِعْتُ هواهُ صديقُ الذئابْ
دعاني إليه جنونُ الهوى
وسِحرُ المحيَّا وطيشُ الشبابْ
فكان الذي كان من أمرهِ
وأصبحت من غدرهِ في مُصاب
سأَرغَبُ عن حب من لا يفي
وأطوي وُريقاتِ ذاك الكتاب
وأهتفُ بين المَلا أنَّني
تقهقرتُ عن آسراتِ الُّلبابْ
وأنَّ الهوى جُلَّهُ قد بَدا
غريباً يُجافي طريقَ الصوابْ
فيا أيها الحُبُّ مهلاً فلا
تظننَّ أني بدأتُ السِّبابْ
ولكنني قد بُليتُ بمن
أساءَ إليكَ فحُقَّ العتابْ
ولا تحسبنَّ السيول التي
تصبُّ بمجراك دمعَ السحابْ
ولكنها بعضُ دمع الأسى
وعَبْرَةُ شكوى ليومِ الحسابْ