كن ما استطعت من السفيهِ بمعزلٍ
ضاقَ الفضاءُ الرَّحبُ من أوزارهِ
واعتلَّتِ الأرضُونُ من أقذارهِلا الناسُ منه بسالمينَ من الأذى
طُراً ولا حتَّى التي في دَارهِ
إن راحَ ينطقُ فاللسانُ بذيئةٌ
أو راح يصمتُ لُفًَ في أطمارهِ
مثلُ الغرابِ بدا يحوم نعيقُه
يؤذي و لحمُ الدودِ في منقاره
يهوى المزابلَ والربوعٌ فسيحةٌ
والروضُ فاحَ العطرُ من أزهارهِ
كن ما استطعتَ من السفيه بمعزلٍ
واهجرهُ كي لا يصطليكَ بنارهِ
إنَّ السفيهَ وإنْ تجَملَ ساقطٌ
حطَّ الخنا والفحشُ من مقدارهِ
ليس الجمالُ بحلةٍ نزهو بها
أو منصبٍ قد نحتمي بجدارهِ
إنَّ الجمالَ مناقبُ المرءِ التي
تسمو به وتزيدُ من أنوارهِ
حسبي من الخلق الكريم سجيةٌٌ
كالصبحِ لاحَ على الدنا بوقارهِ
يُهدي الوجودَ من الضياءِ قلادةً
بيضاءَ صِيغتْ من لُجين نهارهِ
من يزرعِ المعروفَ يجنِ ثماره
فاحرص وكن يا صاح من بذارهِ
واحسن وان لم تلقَ غير إساءةٍ
من جاهلٍ ودماك في أظفاره
واشرق وإن ألفيت دهرك عابساً
تلبس بهاء الغصنِ في أشجارهِ
عبدالفتاح الصيري