زَفراتُ الأَصِيل
تَهجُرُ الآمالُ مَن لا يستطيعْ
والمُنَى تُلقِي بِه بين الضَّريعْ
لا تَرَى فيه انْدِفَاعَاً للعُـــــلا
كالذي تَلقاهُ عندَ المُستـــــطيعْ
هل مِن الإِنصافِ يا أهلَ النُّهى
َأنْ يُلفَّ الحبلُ فِي عُنْقِ المُطيعْ؟
أَوْ عَلى الرَّاعِي بِأطرافِ الحِمَى
تَعتدِي بالنَّطحِ ثِيرانُ القَطيـــعْ؟!
مِنْ أقاصِي الغَربِ هبَّتْ مَوْجَةٌ
نَحوَ أهلِ الشَّرقِ سَمُّوها الرَّبيعْ
أبْصَرتْ فيهم رؤوساً أينـــعتْ
ما لها في الأرضِ من حصنٍ منيـــعْ
كانت الأنهار من مــــاء إذا
بي أراها اليوم تجري من نَجِيــعْ
لا تَسلْ عن سِرِّ حزني إنما
كل شيء كاد منا أن يضيـــعْ
ما بقى فينا سوى طعمِ الأسَى
نشتري حيناً وأحياناً نبيــــــع
منتهى المعروفِ عصيانُ الهوى
واجتلابُ العيب نُكرانُ الصَّنيـــعْ
موجةْ التغيير أضحت مجرما
سَنَّ قَتلَ الشيخِ والطفلِ الرضيــعْ
ليس بي دمعٌ لأبكي إنمــــا
من دمٍ أبكي على الوضعِ الشنيـــع
كلما حاولت إخماد الأسى
هَيَّجت ذكراهُ جثمــانُ الصريـعْ
ليس في الآفاق للساعي إلى
جالباتِ الذلِّ من مجدٍ رفـــيــعْ
غير أوهامٍ إذا مالت به
نشوةُ الأوزار في ذهنِ الخلـيعْ
يا دُعاة الشَّر مهلاً إنَّما
هذه الأفـــكــار تنينٌ وديــــعْ
لو بقى ذا الأمرُ لن نَلقَى سوى
حاكمٍ واهٍ وشعبٍ لا يُطيــــعْ
والبَلَا يَجتاحُ أوصَــــالَ الحِمَى
كلَّها والشَّرُ يَعتـَـــامُ الجميــعْ
عبدالفتاح الصيري
20/11/2011