-->

الليل يغرق في الضحى


 يا أَيُّها الصُّبحُ الَّذِي

كالحُبِّ يَنبضُ في وِرِيدِي

قُلْ لِي مَتى يَا صُبحُ
تَنتصِرُ الوُعُودُ عَلى الوَعِيدِ

أَرأَيتَ كيفَ القوم
يَقْتَتِلُونَ مَا مِنْ مُسْتفيدِ!

يَتَصَارعُونَ عَلى عُروشِ
الحُكْمِ في البَلدِ السَّعِيدِ

لابدَّ بعدَ العُسْرِ مِن
يُسْرٍ ومِن عَيشٍ رَغِيدِ

والَّليلُ تَصْرعُهُ الضُّحَى
والفَجْرُ يُولَدُ مِن جَدِيدِ

يَهَبُ السُّرُورَ ويَخْتَفِي
سَخَطُ الحُسَينِ عَلى يَزِيدِ

وأَنَا وَأَنتَ عَلى المُرُوجِ 
الخُضْرِ نَنْظُرُ مِن بَعيدِ

نَسْتَنْشِقُ العَبَقَ الزَّكِيِّ
يَفُوحُ مِن بَينِ الوُرُودِ

فَتَذُوبُ كُلُّ هُمُومِنَا
ذَوَبَانَ أَكْوَامِ الجَلِيدِ

وتُدَغْدِغُ الأَلحَانَ في
القِرطَاسِ أَبياتُ القَصِيدِ

يَشْدُو بِسَجْعِ لُحُونِهَا
رَبُّ القَصِيدةِ والنَّشِيدِ

ليسَ الحَياةُ رعونةً
في نِقْمةِ الوضْعِ الشَّديدِ

إنَّ الحَياةَ مودةٌ
تَزْدَانُ بِالعَقلِ الرَّشِيدِ

عبدالفتاح الصيري
12/3/2017