وبسم الزهر من أخلاقي
لـمـا أفــاقَ الـشـوقُ مــن سـكَراتِهِ
وقــفَ الـصباحُ بـحضرةِ الإشـراقِ
عَـزْفُ الـحنين إلـى الـديار يهزُّني
وعـلـى جـبـيني بـهـجةُ الأشــواقِ
يـتـشبَّثُ الـحزن الـنحيل بـهامتي
كَـتـشَـبُّـثِ الأطــــلالِ بــالأحـداقِ
أنـكرتُه والـشمس تـحجُبُ نـورَها
خَـلْفَ الـغيومِ، تـغيبُ فـي الآفاقِ
والــبـرق حـيـنـئذٍ يـسـطِّر أحـرفـاً
بــيـن الـسـحاب بـريـشة الإبــراقِ
الـرعـد يُـمـلي مــا يُـسَطَّرُ ومْـضُهُ
والأرضُ فـي شـوقٍ إلـى الإطراقِ
فـكـأن صـوت الـرعد فـي إيـحائه
لـلـبـرق شــوقـي سـاعـة الإيـفـاقِ
فـأتـى بـريـد الـغـيث فــي طـيَّاته
لــلأرض يـحـمل عَـبـرةَ الإشـفـاقِ
والـغـصـنُ مــيَّـاسٌ يـدلـل بـعـضُهُ
بـعـضـاً ويـنـشـرُ خَــيـرَةَ الأعـبـاقِ
وثــمــارُه لاحَــــتْ لــديــهِ كـأنَّـمـا
صَـدْرَ الـنواهدِ فـي حِمَى الأوراقِ
فـمـضى فــؤادي لـلـخمائلِ تـاركـاً
صــدري وحـيـداً واكـتـفى بـعناقِ
حـبـي لـهـا قـدرٌ تـوغَّلَ فـي دمـي
لا جـمـلـةٌ خُــطَّـتْ عــلـى الأوراقِ
قـلـبي تـسـقَّى مــن مَـنابع عـذبها
حـــتــى تـــــورَّقَ أيُّــمَــا إيــــراقِ
أنَّــى تُـقـالُ حــرارةُ الـشَّوقِ الـتي
إن أُضرمتْ بين الضُّلوعِ.. رفاقي
أَسِوى غصون الدَّوحِ تطفئُ حرَّها
إن رامَ مِـيـقـاد ُالأسَـــى إحـراقـي
إنَّ الــغــصـونَ بـلـونـهـا وبـهـائِـهـا
فَـرَحي وبَـسْمُ الـزهرِ من أخلاقي